الموقع قيد التطوير، يهمنا أراكم واقتراحاتكم ودعمكم لنا بكتابة كل ما تريده من اقتراحات وشكاوي.اقترح هنا

عيد الأوبت والاحتفال بمولد أبوالحجاج الأقصري

كان الأجداد في سالف الدهر يحتفلون سنوياً بعيد الأوبت ("حب نفر ان ابت" باللغة المصرية) في مدينة طيبة (تُسمى واسط/Waset باللغة المصرية) خصوصاً في عصر المملكة الحديثة والعصور المتأخرة حين برزت مدينة طيبة كعاصمة مصر.


كان يتم الإحتفال به في الشهر الثاني من فصل أخت وهو موسم فيضان نهر النيل. كانت تخرج تماثيل لثالوث طيبة (آمون - موت -خونسو) مخفية عن الأعين داخل مراكب مقدسة محمولة من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر عبر طريق الكباش الرابط بينهم الممتد لأكثر من كيلومترين و يتم إشعال البخور والعطور أمام الموكب وعادةً ما يتضمن الإحتفال إعادة تتويج الملك تعزيزاً وتأكيداً على أحقيته في المُلك وكان المركب يتوقف أمام الأضرحة والمعابد الصغيرة التي يوجد بها القرابين المُقدمة للكهنة والنترات المصرية القديمة.


بعد إنتشار الدين الإسلامي في مصر سكن في الأقصر رجل معروف بالصلاح والتقوى يُسمى "يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد" المشهور بإسم "أبوالحجاج الأقصري" ويعود نسبه لعلي بن أبي طالب الخليفة الراشدي الرابع وأحد صحابة النبي محمد ﷺ وبنى الناس مسجداً فوق معبد الأقصر ثم مات ودُفن فيه وله ضريح يُزار هناك.


رغم إندثار الديانة المصرية القديمة استمرت بعض الممارسات في الذاكرة الجماعية لسكان الأقصر التي كان يُقام فيها عيد الأوبت فقام السكان بعمل مولد ديني سنوي يُقام في الرابع عشر من شهر شعبان من كل عام ويقوم الناس بحمل المراكب والهدايا ويبدأون بالتحرك من مسجده فوق المعبد ثم يطوفون مدينة الأقصر وهم ينشدون الأناشيد ويقرأون القرآن الكريم في طقوس موروثة في الذاكرة الجماعية للمصريين تشبه بشدة ممارسات عيد الأوبت القديم.


يُعتبر مولد أبوالحجاج الأقصري نموذجاً من ضمن نماذج عديدة على الإستمرارية الثقافية بين المصريين على مر العصور نظراً لكون الذاكرة الجماعية للشعب المصري واحدة على مر العصور مما تسبب في إدخال بعض العادات والممارسات الدينية القديمة في الممارسات الدينية المعاصرة بعد انداثر الديانة القديمة وإنتشار الإسلام والمسيحية.


تنويه هام | لا يهدف المقال للترويج للإحتفال بمولد أبوالحجاج أو الترويج لطريقة صوفية محددة أو للتصوف أو لأي فكرة دينية بشكل عام، المكتبة القومية هي موسوعة قومية حيادية لا تروج لأي دين وهدف هذا المقال هو إبراز الاستمرارية الثقافية عند سكان الأقصر والمصريين بشكل عام وليس الهدف هو القول بأن الاحتفال بمولد أبوالحجاج تصرف خطأ اؤ صحيح لأننا لا نتدخل اطلاقاً في الشؤون الدينية.


المصادر:

Darnell, John Coleman (2010). "Opet Festival"


Fukaya, Masashi (2012). "Oracular Sessions and the Installations of Priests and Officials at the Opet Festival"


Xu, Bohai (2018-10-29). "The Connection between Dragon Heads- Raising Day and the Opet Festival"


شارك الصورة من خلال

صور متعلقة